29 "الغابة" وقفت متسمرة مكاني لدقائق عاجزة عن الكلام، أحدق بظهر أليكساندر والصمت حليفنا. حتى تحرك فجأة صوب الحمام المفتوح وهو يخلع قميصه. توسعت عيناي على ظهره العاري ولكنه توجه للحوض وعيناه علي من خلال المرآة وبدأ يمسح بعنف على صدره. “ ماذا تفعل؟ ” بدلاً من أن يجيب هو استمر بالفرك في عدة أماكن مختلفة بقميصه ثم استدار. لم أكن مستعدة لما قابلني، وعندما أغلق الصنبور وخطا لي تراجعت للوراء. “ ولآخرة مرة سأقولها، ديانا آركان، وهو أنكِ الوحيدة التي لا تملك ما تخسره. ولذلك نحن لا نساعدك ولا نجيبك ونتظاهر بالجهل. لقد سئمت. ” استطرد واستمر بالتقدم وصدره المشوه يحدق بي. كان يختاجلني شعور غريب لم أفهمه وأنا لا أستطيع رفع بصري عن الحروق والكدمات التي ملأت أركاناً كثيرة من جسده. “ سئمت منهم ومن التنقيب عن الأسرار والأهم من ذلك سئمت من نفسي. هم يتحكمون بي وكأنني دمية معلقة بخيوط وأنا أشعر بأني محاصر. أنتِ لا تودين العبور لناحيتنا. ” تجاهلت جملته الأخيرة. “ إنهم يهددونك بنقطة ضعفك. ” ابتسم ابتسامة ساخرة ولكن بائسة. “ والمثير للضحك في الأمر أنني نفسي لم أكتشف ما هي نقطة ضعفي س...
25 "لايير" أضواء عدسات الكاميرات اخترقت حاجز خصوصيتي وكل المصورين يتقاتلون من أجل صورة لديانا آركان عقب الحادثة المروعة التي هزّت وسط عالم الأغنياء. وقفتُ أمامهم فيما لا يزيد عن بطانية تغطيني وعلى وجهي المأساة التي عشتها وانتهت—بالنسبة إليهم. فهي لم تنتهي في عقلي وقلبي مهما حييت. الشرطية التي كانت تصطحبني خارج المستودع دفعت أحد الصحفيين بعيداً عندما امتدت يده بمكبر الصوت يحاول الحصول مني على جملة لينشرها . " أفسحوا الطريق! ممنوع الاقتراب!" صرخت الشرطية بلا جدوى لأن التزاحم ازداد حتى كدت أن أختنق. أخفضت رأسي ليسقط شعري ويخبئ وجهي عن الكاميرات التي تقفز أمامي بنورها المعمي. كانت الشرطة تطوّق علي أكثر حتى تحميني من الأجساد المتزاحمة لكن قربهم المفاجئ دبّ الرعب في قلبي . أطبقت فمي بكفّ يدي وحاولت طرد الصور البشعة من مخيلتي لكن جهدي آل بالفشل. اندفعت المشاهد التي عشتها في رعب لثلاث شهور أمام عيناي وعندما أمسكتني الشرطية من كتفاي لتقودني نحو سيارة الإسعاف التي تنتظرني بدأت أرتعد . " آنسة آركان! آنسة آركان من فضلك !" " ما هو شعورك؟ هل أنتِ سعيدة أنه تم إنقاذ...