29 "الغابة" وقفت متسمرة مكاني لدقائق عاجزة عن الكلام، أحدق بظهر أليكساندر والصمت حليفنا. حتى تحرك فجأة صوب الحمام المفتوح وهو يخلع قميصه. توسعت عيناي على ظهره العاري ولكنه توجه للحوض وعيناه علي من خلال المرآة وبدأ يمسح بعنف على صدره. “ ماذا تفعل؟ ” بدلاً من أن يجيب هو استمر بالفرك في عدة أماكن مختلفة بقميصه ثم استدار. لم أكن مستعدة لما قابلني، وعندما أغلق الصنبور وخطا لي تراجعت للوراء. “ ولآخرة مرة سأقولها، ديانا آركان، وهو أنكِ الوحيدة التي لا تملك ما تخسره. ولذلك نحن لا نساعدك ولا نجيبك ونتظاهر بالجهل. لقد سئمت. ” استطرد واستمر بالتقدم وصدره المشوه يحدق بي. كان يختاجلني شعور غريب لم أفهمه وأنا لا أستطيع رفع بصري عن الحروق والكدمات التي ملأت أركاناً كثيرة من جسده. “ سئمت منهم ومن التنقيب عن الأسرار والأهم من ذلك سئمت من نفسي. هم يتحكمون بي وكأنني دمية معلقة بخيوط وأنا أشعر بأني محاصر. أنتِ لا تودين العبور لناحيتنا. ” تجاهلت جملته الأخيرة. “ إنهم يهددونك بنقطة ضعفك. ” ابتسم ابتسامة ساخرة ولكن بائسة. “ والمثير للضحك في الأمر أنني نفسي لم أكتشف ما هي نقطة ضعفي س...
28 "رويال" "هيا الكمها." بدأت أول دمعة تترك عين الطفل ذات الخمس سنوات. لم يبك عندما كان يبرحه والده ضرباً بل بكى على هذا الأمر. هز رأسه مراراً وتكراراً ليهوى كف الأب على وجهه بقوة. ارتمى الصغير على الأرض مباشرةً. "تعلّم أن تتحكم بمشاعرك أيها الوغد! هيا اضربها!" رفع الصغير رأسه ونظر لوالده من بين دموعه. "لكنها أمي..." "إنها ليست سوى المرأة التي جلبتك لهذه الحياة. إياك وأن تحمل لها أهمية في قلبك. ألم تقل أنك تكره حياتك؟ انتقم منها إذاً!" "كلا كلا كلا..." شهق الصبي في البكاء وبدأ ينتحب عندما نهضت أمه من مكانه ليهدأ فوراً وهو يشاهدها تقترب. لقد ظن أنهما سيتركاه الآن لكن الأم توقفت أمامه وأعطته نظرة خائبة. توسعت عيناه عندما انغلقت قبضتها الحادة حول شعره ثم بدأت تسحبه خلفها على البلاط. "كم أنت ضعيف. يالك من وغد مثير للشفقة." استمرت بسحبه خلفها ودمعت عينا الصبي أكثر من الألم الذي يحرق فروة رأسه وهو يحاول مقاومتها وإبعاد يدها. "أمي! أمي ماذا تفعلين؟" كانت أول مرة تتدخل والدته في تأديبات وا...