التخطي إلى المحتوى الرئيسي

المشاركات

عرض المشاركات من أبريل, 2023

٢٩ I الغابة

29 "الغابة" وقفت   متسمرة مكاني لدقائق عاجزة عن الكلام، أحدق بظهر أليكساندر والصمت حليفنا. حتى تحرك فجأة صوب الحمام المفتوح وهو يخلع قميصه. توسعت عيناي على ظهره العاري ولكنه توجه للحوض وعيناه علي من خلال المرآة وبدأ يمسح بعنف على صدره. “ ماذا تفعل؟ ”   بدلاً من أن يجيب هو استمر بالفرك في عدة أماكن مختلفة بقميصه ثم استدار. لم أكن مستعدة لما قابلني، وعندما أغلق الصنبور وخطا لي تراجعت للوراء. “ ولآخرة مرة سأقولها، ديانا آركان، وهو أنكِ الوحيدة التي لا تملك ما تخسره. ولذلك نحن لا نساعدك ولا نجيبك ونتظاهر بالجهل. لقد  سئمت. ”   استطرد واستمر بالتقدم وصدره المشوه يحدق بي. كان يختاجلني شعور غريب لم أفهمه وأنا لا أستطيع رفع بصري عن الحروق والكدمات التي ملأت أركاناً كثيرة من جسده. “ سئمت منهم ومن التنقيب عن الأسرار والأهم من ذلك سئمت من نفسي. هم يتحكمون بي وكأنني دمية معلقة بخيوط وأنا أشعر بأني محاصر. أنتِ لا تودين العبور لناحيتنا. ” تجاهلت جملته الأخيرة. “ إنهم يهددونك بنقطة ضعفك. ” ابتسم ابتسامة ساخرة ولكن بائسة. “ والمثير للضحك في الأمر أنني نفسي لم أكتشف ما هي نقطة ضعفي س...

٢٤ I السّمير

( ٢٤ ) "السّمير : من يحدثك ليلاً " في فجر اليوم الثاني اختفت إحدى طالبات الأكاديمية. كانت طالبة رسم تدعى سمارا أفشت عن شئ رأته في قاعة آروز لصديقتها وقبل أن تنتشر تلك المعلومة كانت قد اختفت. حيث استيقظ الجميع صباح اليوم التالي ولم تكن موجودة بغرفتها التي تم إخلاؤها من جميع ممتلكاتها. حتى اسمها وانجازاتها وتاريخها منذ التحاقها بالأكاديمية كان قد اختفى من كل شئ بحلول الظهيرة. لقد شاهدنا الأساتذة يزيلون اسمها وترتيباتها من جدران الشرف في صمت تام. لقد تخلصوا من تلك الفتاة وكأنه لم يكن لها وجود من الأساس . ل قد كان درساً وتحذيراً...لنا نحن الطلاب بألا نسأل، ولطلاب الأوميرتا -هكذا أشرنا لهم- ألا يجيبوا . وقفتُ والظلال تحتضني في أقصى ردهة مهجع الرسم أشاهد العامل يزيل رسوماتها من على جدران بابها بينما كل آن يتوقف طالب في ذهول مما يحدث ثم يستكمل خطواته وكأنه لم ير شيئاً. كنتُ في ذهول من هؤلاء البشر... أليسوا هم زملائها الذين شاركوها العروض والمسابقات والسنوات؟ كيف لهم أن يستكملوا يومهم وكأن واحدة منهم لم تسقط؟ حتى صديقتها لم تنطق بكلمة طوال اليوم أو تقم بشئ. صباح اليوم لمحت عي...